المقصود بالروح في سورة القدر!
المقصود بالروح في سورة القدر! |
سورة القدر :
*سورة القدر من قِصار سور القرآن الكريم، تناولت آياتها الكريمة ليلةً من خير الليالِ، وأكثرها بركةً، وأعظمها أجراً، وهي ليلة القدر؛ إحدى ليالي شهر رمضان المبارك، وليلة نزول القرآن الكريم على نبي الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، بواسطة جبريل عليه السّلام، وقد ضمّت إحدى آياتها لفظة "الرّوح"،
المقصود بالروح في سورة القدر:
* أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ليلة القدر، وكان جبريل -عليه السلام- هو من نزل به يومئذٍ، ولقد أسماه الله تعالى: الرّوح، وذلك في سورة القدر قال الله تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ)
*فالرّوح المقصود هو جبريل عليه السلام، وجبريل هو أحد الملائكة الكرام، لكنّ الله -تعالى- ميّزه عمّن سواه، وخصّه بما لم يخصّ به أحداً غيره من الملائكة، فهو حامل الوحي؛ أي كلام الله تعالى، المنزّل على الأنبياء عليهم السّلام، وهو من ينزل بالعذاب على الأمم الظالمة، وقد ميّزه الله -تعالى- حتى في ذكره في القرآن الكريم، إذ كان يذكره ثمّ يعطف عليه الملائكة، قال الله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا)،
وقد منحه الله -تعالى- إمكانيّاتٍ هائلةً فاقت غيره من الملائكة. تعريف الملائكة تعريف الملائكة في اللغة والاصطلاح كما بيّن العلماء على النحو الآتي:
* تعريف الملائكة لغةً: الملائكة هي جمع، ومفردها ملاك، ومألك، ومَلأَك، والألوكة، والملأكة هي الرسالة، فالملائكة هي الرّسل التي حملت الرسالة، ونقلتها. تعريف الملائكة اصطلاحاً: هي مخلوقات لله تعالى، سماويّة، نورانيّة، عظيمة، قويّة، عاقلة، متكلّمة، مُرِيدة، مجبولون على الطاعة لله تعالى، وأُعطيت قدرةً على التشكّل بالصور الحسنة، فمادة خلقهم النور، ومسكنهم السماوات، وهم رسل الله تعالى، يوصلون رسالاته إلى الأنبياء عليهم السلام، الذين هم رسل الله من البشر إلى البشر، قال الله تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
* وقد ميّز الله -تعالى- الملائكة بمميّزاتٍ خاصّة؛ كتمتّعهم بقوّةٍ عظيمةٍ، وحسن تحمّلهم للأمانة، إذ إنّهم لا يخالفون أوامر الله تعالى، ولا يعصونه في أمرٍ؛ ولذلك فقد أثنى عليهم الله -تعالى- في كتابه الكريم، ولقد كان من قوّة وعظمة الملائكة أيضاً، أنّهم يتشكّلون بصورٍ حسنةٍ من البشر، وقد ورد ذلك في كتاب الله أنّ من الملائكة من تمثّل بهيئة بشرٍ، فأتوا نبيّ الله لوط عليه السلام، وقد تمثّل جبريل -عليه السلام- بهيئة صحابيّ، وجاء إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه،
*وقد فضّل الله -تعالى- بعض الملائكة على بعض، فكان أفضل الملائكة من حضر غزوة بدر مع المسلمين، ويعدّ الإيمان بالملائكة الكرام أحد أركان الإيمان، بل هو الركن الثاني بعد الإيمان بالله، قال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)، وهذا يدلّ على عظم منزلة الإيمان بالملائكة، لمكانتهم ضمن الأركان الستة؛ فالإيمان بهم ثابت في القرآن الكريم، والسنة النبويّة، والإجماع.
صفات جبريل عليه السلام:
من صفات جبريل عليه السلام، التي ذكرها الله -تعالى- في كتابه الكريم:
1- العلم: فجبريل -عليه السلام- هو معلّم الأنبياء، وهم أعلم الناس، فلا ريب أنّه كان صاحب علمٍ عظيم منحه الله إيّاه، قال الله تعالى: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى)،فهذا ذكر حاله مع نبيّ الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وقد علّم جبريل -عليه السلام- أنبياء الله عيسى وموسى عليهما السلام، وغيرهما؛ إذ نزل بكتبهم ورسالاتهم ناقلاً العلم من لدن الله -سُبحانه- إليهم.
2- القوّة الهائلة: وقد جاء وصف ذلك في القرآن الكريم بقول الله تعالى: (ذِي قُوَّةٍ)؛ فجبريل -عليه السلام- وهو ناقل للوحي يحتاج أن يكون صاحب قوّةٍ عظيمةٍ؛ فإنّ من يستمع إلى وحي الله -تعالى- يغشاه هول وشدّة عظيمة، فيحتاج حينها أن يتلقّى هذا الوحي بقوّة وثباتٍ ورسوخٍ، ولقد كان جبريل -عليه السلام- يحمل هذه الصفات، ولقد مكّن جبريل من هذه القوّة بإذن الله تعالى، بأن خلقه بستمئة جناح،
* وكان قد سدّ الأفق حول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين جاءه أوّل مرةٍ في غار حراء، إذ جاءه حينها بهيئته الطبيعيّة، حتى أُغشي على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين رآه، وهذه العظمة في الخلق مختصّة فقط في جبريل عليه السلام، فالله -تعالى- يقول في باقي خلق الملائكة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)،
*فكان الفرق عظيماً بين جبريل، وباقي الملائكة الكرام.
3- التمكين: فالله -تعالى- مكّن لجبريل بما لم يمكّن به لغيره، فكان تمكينه في السماء أنّ الملائكة يطيعونه امتثالاً لأمر الله تعالى، وكان تمكينه في الأرض بأن جعله قادراً على أن يبطش بالمجرمين فيهلكهم، ويجلب الخير لأهل الصلاح، قال الله تعالى: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ).
4- الطاعة والأمانة: فجبريل -عليه السلام- متّصف بالطاعة والأمانة، وفي ذلك قال الله تعالى: (مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)، فجبريل -عليه السلام- مطاع عند أهل السماء بما أمر الله تعالى، وقد وصفه الله -تعالى- بأنّه أمين، وهي من صفات الله -تعالى- أيضاً، وكانت أمانة جبريل -عليه السلام- بحمل أمانة الوحي، والنزول بها إلى أنبياء الله عليهم السلام، وهو مؤتمن كذلك على حبّ الله -جلّ جلاله- للإنسان، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إن اللهَ يحبُّ فلاناً فأحبِبْه، فيُحِبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إنّ اللهَ يحبُ فلاناً فأحبُّوه، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ).
تعليقات
إرسال تعليق