القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف أعود إبني على الصلاة ،

كيف أعود إبني على الصلاة ،

كيف أعود إبني على الصلاة





التربية في الإسلام :





*اهتمّ الإسلام اهتماماً عظيماً في تربية الأبناء فأنزل الله -تعالى- عدّة أوامر في القرآن الكريم تنبّه الآباء والأمهات على أهميّة دورهم التربويّ تجاه أبنائهم وتحذّرهم من الإهمال في ذلك؛ حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، وأكّد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك على أهميّة الصّلاة في أكثر من موضع في السنّة النبويّة؛ ومنها قوله: (كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه، الإِمامُ راعٍ ومَسؤُولٌ عنْ رعِيَّتِه، والرَّجُلُ راعٍ في أهلِه وهو مَسْؤُولٌ عن رعيَّتِهِ، والمرْأةُ راعِيةٌ في بيتِ زوجِها ومَسْؤُولةٌ عن رعِيَّتِها)،








*تتعلّق بتنشئة الفرد المسلم من كلّ جوانب حياته، فتشمل ما يتعلّق بأمور الدنيا والآخرة، ويجب أن تكون التنشئة على الشّرع الإسلاميّ والهدي النبويّ، ويجب أن تشمل التربية الجوانب الإيمانيّة والخُلقيّة والسلوكيّة والاجتماعيّة والجنسيّة والجسديّة والنفسيّة، فالتربية ليست مقتصرة على الجانب المادي والجسديّ فقط. ينظر الإسلام إلى الأبناء على أنّهم ليسوا مِلكاً لوالديهم فقط وإنّما هم مِلك للأمّة الإسلاميّة، فنجاحهم وتقدّمهم وحُسن أخلاقهم يسرّ والديهم إلّا أنّه يسرّ الأمّة كذلك وينفعها، ولذلك فقد جُعلت مسؤولية تربية الأبناء مسؤوليةً مشتركةً بين الدّولة والمدرسة والأسّرة، وأرشد الإسلام في النّصوص الشرعيّة من القرآن الكريم والسنة النبويّة إلى قواعد تربية الأبناء؛ منها ما يتعلق بالتربية الجسديّة حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (علِّموا بنيكمُ السِّباحةَ والرَّميَ)،




* ومنها ما يتعلق ببعض الآداب والفضائل، كأدب الاستئذان؛ حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)،[٥] وأرشد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى آداب الطعام؛ حيث قال: (يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكلْ ممَّا يلِيكَ).





تربية الأبناء على الصلاة :



*ورد الأمر بتربية الأبناء على الصّلاة في القرآن الكريم؛ حيث قال الله تعالى: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى)،وكذلك أمر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بتعليم الأبناء على الصّلاة والحرص عليها؛ حيث قال: (مروا أولادَكم بالصلاةِ لسبعٍ واضربوهم عليها لعشرٍ وفرِّقوا بينهم في المضاجعِ) وفيما يأتي بيان أهمّ الأسس التي يجب على الوالدين القيام بها في تربية الأبناء على الصّلاة. مرحلة الطفولة المبكّرة تبدأ مرحلة تربية الأبناء على الصّلاة من عمر الثالثة إلى الخامسة، وفيها يقلّد الطفل حركات المصلّين ممّن حوله، ولا يجوز نهي الطفل عن ذلل ولا يجوز أيضاً القول بأن الصّلاة في حقّه غير واجبة، وإنّما يُترك الطفل ليفعل ما يشاء، وإن قام بأداء حركات غير صحيحة أثناء تقليده كأن يضحك أو يصفق أو يترك الصلاة فجأة فلا بأس في ذلك؛ لأنّ تلك الأفعال من طبيعة الأطفال، ومن الممكن تحفيظ الطفل سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة.







*مرحلة الطفولة المتوسطة يجب الأهل في مرحلة الطفولة المتوسطة أن يحرصوا على غرس معاني العقيدة بلطف في نفس الطفل، فيحدّثونه عن نِعَم الله -تعالى- وعلى أسمائه الحسنى وصفاته العُلى، ويخبرونه عن كرم الله وإحسانه للعباد وأهميّة طاعته وعبادته بأسلوبٍ ليّنٍ لطيفٍ يدفع الطفل لحب الله -عزّ وجلّ- والشعور بالرغبة في القرب منه وطاعته، ولا بدّ أن يكون للطفل قدوة صالحة من الأم والأب خصوصاً في المحافظة على الصّلاة، ويفضّل الاستعانة بالقصص؛ مثل قصة الإسراء والمعراج، ومن المهم عدم الإطالة في تلقين الدروس والمواعظ، والاستعانة بالترغيب أكثر من الترهيب؛ لما له من أثر في نفس الطفل، ثمّ يبدأ الأهل بتعويد الطفل على الصّلاة تدريجيّاً بالحرص على صلاة الفجر أولاً ثمّ بصلاة الظهر بعد فترةٍ، ثمّ يعتاد صلاة العصر حتى يتم التعويد على الصّلوات الخمس، ويستخدم أسلوب المكافأة لتحفيز الطفل على الصّلاة في مرحلة الطفولة المتوسطة، مع ضرورة تعليم الطفل أساسيات الطهارة والوضوء.





 مرحلة الطفولة المتأخرة :



*تبدأ من عمر السابعة إلى العاشرة، وفي هذه المرحلة عادةً ما يلحظ الأهل تغيّراً في سلوك الأطفال تجاه الصّلاة، فيتكاسلون عنها ويحاولون التهرّب منها، وعلى الأهل أن يسعَوْا في التربية على الصّلاة بأسلوبٍ جديدٍ، ويفضّل أن يبتعد الأهل عن السؤال المباشر للأطفال عن الصّلاة، ويلجأون لأسلوب التذكير فيقولون للأولاد مثلاً: (إلى الصلاة يا أولاد)؛ حتى لا يلجأ الأولاد إلى الكذب، ومن الجيّد في هذه المرحلة أن يُقام احتفال للطفل بمناسبة بلوغه سن الصّلاة، ويتم تعليمه أحكام الطهارة بشكل متمكّن، وعلى الأهل أن يذكر أبناءهم بأنّ المحافظة على الصلاة من أجمل صفاتهم وأفضل أعمالهم، وأنّهم معجبون بحرصهم على الصّلاة، والمراد بالضرب الذي أشار إليه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو الضرب للعلاج والإصلاح وليس للعقاب والإهانة، وإن قام الوالدان بالتدرّج في تربية أبنائهم على الصّلاة منذ الصغر فلن يحتاجا لضرب الأولاد.






 مرحلة المراهقة :



*وهي من أصعب المراحل؛ حيث يكون الطفل دخل بمرحلة الرغبة في المخالفة ورفض الانصياع لأوامر الأهل وعدم تقبّلها، وفيما يأتي بيان المراحل التي يتدرّج بها الأهل في تربية الأبناء في مرحلة المراهقة:  مرحلة الصّمت التامّ التي تستمرّ ما يقارب ثلاثة أسابيع أو أكثر، فيكفّ فيها الأهل عن الكلام في موضوع الصّلاة مع الابن، والهدف من ذلك أن ينسى الابن وجود خلاف بينه وبين أهله وليشعر بالرّاحة معهم ويستعيد شعوره بحبّهم له دون وجود خلافات بينهم. مرحلة الفعل الصّامت التي تستمرّ شهراً كاملاً؛ حيث يقوم الأهل على سبيل المثال بتعمّد ترك سجادة الصّلاة على كرسي جلوس الابن، أو القول أمامه بأنّهم تأخّروا عن الصّلاة وعليهم أن يسارعوا في أدائها. مرحلة دعوة الابن للصلاة بشكلٍ غير مباشر؛ للوصول بهم إلى القناعة التامّة بأهميّة الالتزام بالصّلاة.






 أساليب تربية الأبناء على الآداب الشرعيّة لا بدّ من الوالدين اتّباع بعض الأساليب التربويّة لضمان السلوك الإيجابيّ من الأبناء، وبيان بعضها فيما يأتي:






* القدوة الحسنة؛ بأن يجد الأبناء في آبائهم وأمهاتهم مثالاً يقتدون به في امتثال الآداب والالتزام بالأخلاق الحسنة. التعويد؛ بأن يعوّد الوالدين أبناءهم على الأفعال الصائبة. التّرغيب والتّرهيب؛ بأن يحبّب الوالدين أبناءهم في أداء الطّاعات ويرغّبونهم بها بالهدية ويرهبونهم من المعصية والسلوك السيء. زرع مراقبة الله -تعالى- في نفوس الأبناء؛ بتذكيرهم بمعيّة الله -تعالى- للإنسان في كلّ الأوقات واطّلاعه على الناس جميعاً. الموعظة بكلماتٍ قليلةٍ موجزةٍ تهدف لإيصال المعلومة للأبناء وتوجيههم لأبواب الخير والطّاعة والإحسان.



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

العنوان هنا