القائمة الرئيسية

الصفحات

شرح حديث( إنما النساء شقائق الرجال)

 شرح حديث(إنما النساء شقائق الرجال)

النساء شقائق الرجال

خلق الله الرجل والمرأة ووضح أن عليهما تقع مهمة إعمار الكون و لا يكون هذا الإعمار إلا بتقوى الله والالتزام بأوامره واجتنب نواهيه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(الحجرات:13).

ودل ذلك على عدم وجود تمييز بين الرجل والمرأة في هذا فالكل ملزم بتقوى الله والالتزام بأحكام الإسلام رجلا كان أو امرأة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى الحُرُّ بِالحُرِّ وَالعَبْدُ بِالعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى}(البقرة:178)، وقال سبحانه: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(المائدة:38).. فقد جعل الله سبحانه العدل ميزانا يحاسب به عباده، لا فرق بين رجل وامرأة، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(النحل:97)، وقال: {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}(الأنبياء:47).


ما أكرمهن إلا كريم

النساءُ شقائق الرجال:

لا فرق بين الرجل والمرأة في التكليف لأن الله شرع العبادة لهما جميعا وكلف كل بحسبه فما معنى أن النساء شقائق الرجال كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما النساءُ شقائق الرجال) رواه أبو داود.


شرح معنى (شقائق الرجال):

 كما قال ابن منظور والمناوي أنها نظائر الرجال وأمثالهم في الأخلاق والطباع والأحكام. وقال الطيبي: "أي نظائرهم في الخَلق والطباع، كأنهن شققن منهم". وقال ابن الأثير: "شقائق الرجال يعني نظائرهم، وأمثالهم" وبهذا يزول اللبث.

النساء ناقصات عقل ودين:

وليس معنى أن النساء شقائق الرجال أنهن ناقصات عقل ودين فلهذا تأويل آخر فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فِطْر إلى المُصَلَّى، فمرَّ على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار، فقلنَ: لِمَ يا رسول الله؟ قال: تُكْثِرنَ اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهب للُبِّ (عقل) الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: أليس إذا حاضت لم تصلَّ ولم تصُمْ؟! قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها) رواه البخاري.


تفسير الحديث 

وللرجال عليهن درجة:

أما ما يقال عن أن النساء شقائق الرجال بمعنى أن الرجال أفضل وأعلى منهن درجة ويستدلون بقوله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} فهذا مفهوم على غير وجه الصحيح ، والصواب في فهم الآية أي في الإنفاق والقيام بالمصالح والقوامة وفروق الخلقة، كما قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء من الآية:34]. فها هو الحافظ ابن كثير يستدل بالقرآن لتفسير القرآن وهو أصح التفسير؛ أن يفسر القرآن بالقرآن، فقد بدأ القرآن بحق المرأة أولًا فقال: {وَلَهُنَّ}، ثم ثنى بحق الرجال وقال: {عَلَيْهِنَّ} ومع التساوي في الحقوق والواجبات والتساوي في الخضوع لأحكام رب الأرض والسماوات، يبقى التقرير الإلهي: وللرجال عليهن درجة، وقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} فلا بد من وجود هذه الدرجة لا لتستمر المعركة بين الرجل والمرأة، ولا لتحقيق مكاسب لصالح طرف؛ وإنما لصالح النفس الإنسانية بشقيها الرجل والمرأة على السواء، وهذه الدرجة للرجال ليست من كسبهم وإنما هي من عطاءات الله لهم.


وصايا الرسول الكريم

المسائل الفقهية الواردة في الحديث الشريف :

 الاغتسال مرتبط بنزول المني وليس بالاحتلام. نزول المني دون الاحتلام يوجب الغسل. نزول المني بالاحتلام يوجب الاغتسال . الاحتلام دون نزول المني لا يوجب الغسل. للمرأة الأحكام ذاتها الواردة للرجل في الحديث الشريف.


المسائل الفقهية للحديث  


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

العنوان هنا