القائمة الرئيسية

الصفحات

سبب غياب أم سيدنا يوسف عليه السلام عن قصته في القرأن

سبب غياب أم سيدنا يوسف عليه السلام عن قصته في القرأن

سيدنا يوسف

يوسف بن يعقوب بن إسحاق هو أحد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن، وهو الابن الحادي عشر للنبي يعقوب، وصدِّيق ونبي من أنبياء بني إسرائيل وشخصية دينية مقدسة في الأديان الإبراهيمية الثلاث (اليهودية، المسيحية، والإسلام)، وسميت السورة الثانية عشر في القرآن باسمه (سورة يوسف).

يُعتبر يوسف بن يعقوب من أكثر الشخصيات المشهورة في القرآن والتوراة، اشتهر بالمقدرة على تأويل الأحلام وكان شديد الجمال فورد في صحيح مسلم أن يوسف أوتي شطر الحُسن. وهو من عائلة شرفها الله بالنبوة لذا وصفه النبي محمد بأنه الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم فقال: «إنَّ الكريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ»


قصة سيدنا يوسف :

وصف الله في القرآن قصة يوسف بأنها «أحسن القصص»، فيقول في الآية 3 من السورة مخاطبًا النبي محمد " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين . واختلف العلماء لم سميت هذه السورة بأحسن القصص من بين سائر سور القرآن فقيل : لأنه ليست قصة في القرآن تتضمن من العبر والحكم ما تتضمن هذه القصة وقيل : سماها الله أحسن القصص لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته وصبره على أذاهم وعفوه عنهم وكرمه في العفو عنهم، وقيل : لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين، والجن والإنس والأنعام والطير وسير الملوك والممالك والتجار والعلماء والجهال والرجال والنساء وحيلهن ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا، والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش، وجمل الفوائد التي تصلح للدين والدنيا . وقيل لأن فيها ذكر الحبيب والمحبوب وسيرهم.


سبب غياب أم سيدنا يوسف عن قصته :

نتساءل كثيراً لماذا لم يأتي ذكر أم سيدنا يوسف في سياق أحداث السورة ولا مرة ،إلا في قوله " ورفع أبويه على العرش "، وذكرها في سجودها له في الرؤيا.

ولا نجد لها أي ذكر وفي غير هذين الموضعين، مع أن المفروض حزنها أضعاف حزن يعقوب الذي ابيضت عيناه وفقد بصره من شدة الحزن.

تكمن الإجابة أن أم سيدنا يوسف ماتت وهي تلد أخوه الصغير بنيامين، وبالتالي الأم التي رأها يوسف في الرؤيا هي زوجة أبيه التي ربته وأم أخوته الذين تآمروا عليه، لذلك طول الأحداث كان التركيز على يعقوب لأن مهما كانت زوجة الأب متعاطفة مع يوسف لكن قلبها يحنو أيضاً على أبناءها ولن يقارن حزنها بحزن يعقوب.


وهنا تجد الروعة والبلاغة والدقة القرآنية المدهشة، في قوله تعالى: " ورفع أبويه على العرش "، ولم يقل - ورفع والديه على العرش ، وذلك لأن كلمة والديه ستعني أمه المباشرة من النسب، أما أبويه المقصود بها الأب والأم و لكن أمه التي ربته أو زوجة أبيه، وليست بالضرورة أمه المباشرة.

كما إن استخدام كلمة الأبوين تشير إلى الأب والأم مع تغليب جانب الأب، أما كلمة الوالدين فتشير إلى الأب والأم أيضاً لكن مع تغليب جانب الأم ، لأن الولادة صفة الأنثى.

ومن هنا نفهم لماذا قال تعالى: " وبالوالدين إحسانا "، ولم يقل بالأبوين إحسانا، لتزكية الأم على الأب في الرعاية والإحسان والبر.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

العنوان هنا