القائمة الرئيسية

الصفحات

حفصة رضي الله عنها وقصة زواجها من الرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم)

 حفصة رضي الله عنها وقصة زواجها من الرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم)

السيدة حفصة

حفصة رضي الله عنها :

هي أمّ المؤمنين حفصة بنت عُمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأُمّها هي زينب بنت مظعون؛ أُخت عثمان بن مظعون، وهي من السابقين إلى الإسلام في مكّة. أمّا أخوها فهو عبدالله بن عُمر -رضي الله عنه-، والذي كان يصغُرها بستِّ سنوات، وكان من إخوانها أيضاً عبدالرحمن الأكبر، وهم جميعاً أبناء زينب بنت مظعون.

صفات السيدة حفصة رضي الله عنها :

 عُرفت السيدّة حفصة -رضي الله عنها- بالصيام والقيام، وعُرفت بالعلم ونقل الأحاديث عن النبي عليه السلام، فقد روت عنه ستين حديثاً اتفق الشيخان على أربعةٍ منهم، وقد جاءت الشهادة بالصيام والقيام في حديثٍ حسنٍ ذكره الألباني في صحيح الجامع، يُذكر فيه أنّ النبي عليه السلام طلّق زوجته حفصة، فأتاه جبريل يعاتبه بطلاقها وهي الصوامة القوامة، وأخبره أنها زوجته في الجنّة كذلك، فأرجعها نبي الله صلى الله عليه وسلم ،


زواج حفصة من خنيس السهمي :

تزوّجت حفصة من خُنيس بن حُذافة بن قيس السهميّ، وبقيت معه حتى مات عنها بعد هجرتهما إلى المدينة، وكان ذلك عند عودة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من غزوة بدر، وهو الزوج الأوّل لها، وكان الرجل الوحيد من قبيلة بني سهم الذي حضر مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- غزوة بدر، كما أنّه كان من أصحاب الهجرتَين*

قصة زواج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حفصة :

ترمّلت حفصة بعد موت زوجها خنيس، وعرض عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- زواجها على كلٍّ من أبي بكر، وعُثمان، فرفضا الزواج بها، وشكا -رضي الله عنه- ذلك للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فأخبره النبيّ بأنّ حفصة سيتزوّجها من هو خيرٌ من عثمان، ويتزوّج عثمان من هي خيرٌ منها.

وكان زواجها منه -عليه الصلاة السلام، وهو خيرٌ من عثمان، وعندما التقى أبو بكر وعُمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بعد ذلك، أخبره أبو بكر أنّ النبيّ كان قد ذكرَ زواجها أمامه، فخشي أن يُفشي سِرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولو تركها الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكان تزوّجها،وأصدقَها أربعمائة درهم.

إكرام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لحفصة كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عادلاً بين زوجاته، حتّى أنّه إذا أراد الخروج في غزوة، أو سفر، كان يجري قُرعة بين زوجاته، والتي تقع عليها القرعة تخرج معه، وفي إحدى الغزوات خرج اسم حفصة في القرعة، فخرجت معه، وكانت في خيمتها أثناء المعركة. حتى إذا انتهت المعركة ذهبت لتسقي العطشى، وتداوي الجرحى، وتُخفّف من ألم المُصابين، فلمّا رأى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ذلك، أعطاها ثمانين وسقاً* من القمح؛ إكراماً لها، واعترافاً بفَضلها.


قصة طلاق السيدّة حفصة -رضي الله عنها :

 فقد بدأت عندما أدخل النبي -عليه السلام- مارية القبطية إلى بيت حفصة، وقد كانت هدية له من المقوقس، فخلا بها النبي -عليه السلام- في حجرة السيدة حفصة، ثم غادرت السيدة مارية، ودخلت السيدة حفصة وأخبرت النبيّ أنها علمت ما كان من مارية من حديث، وغضبت وبكت للنبي عليه السلام، فأراد النبي -عليه السلام- أن يلاطفها ولا يزيد من حزنها، فأخبرها أنها إن رضيت فسيُحرّم مارية على نفسه، ففرحت حفصة ورضيت بذلك، لكن النبي -عليه السلام- كان قد طلب إليها ألا تخبر أحداً بما حصل بينهما، لكنّها لم تستطع كتم سرّ نبي الله عليه السلام، فلما غدت أخبرت عائشة رضي الله عنها بالحديث، ثم انتشر الكلام ونقل الخبر بين بيوت النبي عليه السلام، فغضب النبي -عليه السلام- غضباً شديداً من حفصة رضي الله عنها وطلّقها طلقة واحدة.

غضب النبي -عليه السلام- على فعل السيدة حفصة وزوجاته في نشر الخبر بأن اعتزل نساءه شهراً، فظنّ الصحابة أنّه طلقهنّ كلّهنّ، وصُعق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما سمع بخبر طلاق ابنته زوجة رسول الله عليه السلام، وفعلها التي فعلت، فحزن حزناً شديداً حتّى حثا على رأسه التراب من حسرته، ونزل جبريل -عليه السلام- إلى النبي -عليه السلام- يطلب إليه أن يردّها إليه، فهي زوجته في الجنة، فردّ النبي -عليه السلام- زوجته إليه استجابةً لأمر الله -سبحانه- ورحمةً بصاحبه عمر، وقد أنزل الله -تعالى- قرآناً كريماً يذكر ما حدث في تلك الليالي، حيث قال الله تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا). 



حياة حفصة بعد الرسول صلّى الله عليه وسلّم :

كانت حفصة -رضي الله عنها- تعيش في حياة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كما تحبّ وتتمنّى، وقد حفظت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعض الأحاديث، والأقوال التي كان يُوجّهها لها ولأُمّته، وكانت تتّبعها كما هي. وعندما تُوفّي النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، بَكت عليه بُكاءً شديداً، ولَزِمت بيتها، وكانت لا تخرج منه إلّا إلى الحجّ، والتزمت بطاعة الله بالعبادة، والصدقة على الفقراء والمساكين.

مناقب حفصة رضي الله عنها:

 كان لأمّ المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- الكثير من المناقب، ومنها ما يأتي: الحصول على شرف الهجرة؛ فقد هاجرت مع زوجها خُنيس بن حُذافة السهمي إلى المدينة. كثرة الصيام، والقيام، وكانت كثيراً ما تلوم نفسها وتتّهمها بالتقصير، وقال فيها نافع: "ما مَاتَت حَفصَةُ حَتَّى مَا تُفطر"؛ لكثرة صيامها -رضي الله عنها- معرفتها بالكتابة، وقد اهتمّ النبيّ -عليه الصلاة السلام- بتعليمها، وقد ورد ذلك في حديث الشفاء بنت عبدالله عندما كانت عند حفصة -رضي الله عنها- ودخل النبيّ عليهنّ، فقال لها: ( ألا تُعلّمينَ هذهِ رُقيةُ النملة* كما علّمتيهَا الكتابةَ).

فصاحتها وبلاغتها، وقد ورد أنّها هوّنَت على أبيها في مَرضه بكلمات بليغة. نيل الفضل؛ لكونها وارثة الصحيفة الجامعة للقرآن الكريم.

وفاة حفصة رضي الله عنها :

 تُوفِّيت السيّدة حفصة -رضي الله عنها- في شهر شعبان من السنة الخامسة والأربعين للهجرة، في عهد معاوية بن أبي سُفيان -رضي الله عنه-، وكان تبلغ من العمر حين وفاتها ستّين عاماً،



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

العنوان هنا