القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل الصدقة في دفع البلاء

فضل الصدقة في دفع البلاء

فضل الصدقة

  تعريف الصدقة :

هي ما يُخرجه الإنسان من ماله تقرّباً لله تعالى، سواء كان واجباً أو تطوعاً، وسُميّت كذلك دلالة على صدق صاحبها في نيل الأجر، أو لبيان صدق صاحبها بإظهاره الإيمان، وصحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول).

 فوائد الصدقة :

 إنّ الصدقة لها فوائد عديدة يمكن لكلِّ مسلمٍ إدراكها من آيات الله في القرآن الكريم و سأبين فيما يأتي بعضاً منها:

تطهير النفس، قال تعالى: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها). تثمر السعادة في الدين والدنيا. حفظ الإنسان في ماله وبدنه. توطيد العلاقات بين الناس. محبة الناس. سبب دخول الجنة. تدفع البلاء عن صاحبها.



أفضل الأقوال عن الصدقة :

 ورد في فضل الصدقة الكثير من النصوص، ومنها ما يأتي: قال -تعالى-: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى). قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء).

يقول ابن القيم: "إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه" ورد في بعض الآثار: باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة.



فضل الصدقة للمريض:

 حثّ النبي -عليه الصلاة والسلام- المريض أو وليّه بالتّصدُّق عنه؛ لقوله: (داوُوا مرضاكم بالصَّدَقةِ)، وتكون الصدقة بحال المرض؛ فإن كان شديداً فيُسنّ الإكثار من التصدُّق، والمعنى أن المريض يشتري نفسه من الله -تعالى- بقدر ما تُساوي نفسه عنده، وذلك لما في الصدقة من دفع البلاء والأمراض، ويكون التصدُّق بأيّ عملٍ من أعمال الخير والمعروف، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُعالج الأمراض بثلاثة أنواعٍ من الأدوية؛ منها الطبيعية، والمعنويّة كالصدقة، وخليط منهما، والمقصود بالأدوية المعنوية أو الإلهية كالصدقة، وتُسنّ في أيّ مرض، وتكون بحسب حال المُتصدّق من حيث الغنى والفقر، ويُشرع تكرار الصدقة في حال تأخّر الشِّفاء، والشّفاء بيد الله -عزّ وجلّ- وحده، كما أنّ الصدقة تنفع العبد في دنياه وآخرته بالأجر العظيم ،



قصص وعبر عن دفع الصدقة للبلاء :

سأذكر فيما يأتي بعض من القصص التي صحّت عن السلف، وقد ذكرت فضل الصدقة في دفع البلاء: كان رجل في قوم صالح عليه السلام يؤذيهم، فقال القوم: يا نبي الله ادع عليه، فقال صالح: اذهبوا، فقد كفيتموه، وقد كان هذا الرجل يخرج كل يوم ليحتطب، فخرج في يوم ما ومعه رغيفان، فأكل أحدهما وتصدق بالآخر واحتطب ثم جاء بحطبه سالماً. ورجع القوم إلى صالح وأخبروه أنّ حطبه سالم لم يصبه شيء، فنادى صالح الحطاب وقال: ماذا صنعت اليوم؟ فرد: خرجت ومعي قرصان تصدقت بأحدهما وأكلت الآخر، فقال صالح: حل حطبك، فحله فإذا فيه أسود مثل الجذع عاضّ على جذل من الحطب فقال: بها دفع عنه أي الصدقة.

كانت امرأة تأكل طعاماً، ولم يبق من طعامها سوى لقمة، فرفعتها لفمها، وعندما أدخلت بعضها مر بها سائل، فأخرجت اللقمة وأطعمتها للسائل، فأتاها أسد وأخذ صبياً لها وذهب به، فإذا برجل قد لحق الأسد وأخذ بلحيته فعلقها واستخرج الصبي من فيه وسلمه لأمه وقال: "ها لقمة بلقمة". أمر أحد الملوك أن تقطع يدين كل من يتصدّق، فمرّ رجل بامرأة و استحلفها بالله أن تتصدق عليه، وتصدقت عليه برغيفين وعندما علم الملك بذلك أمر بقطع يديها، ثم أراد هذا الملك أن يتزوج امرأة جميلة فأرشدته أمه على امرأة جميلة لكن قطعا اليدين.


وعندما رآها الملك أعجب بها وتزوجها ودخل بها، فكانت لها ضرائر يغرن منها، وانتظرن الملك حتى خرج للحرب، وأرسلت له أن امرأته فاجر وقد ولدت له صبي، فأرسل لأمه أن تعلق صبيها في رقبتها وترسلها للصحراء، وبينما هي تمشي مرت بنهر فنزلت لكي تشرب. ووقع منها ابنها في الماء وغرق، فجلست تبكي، وبينما هي كذلك مر بها رجلان، فسألا عن حالها فأخبرتهم، فقالا لها: أتحبين أن نخرجه لك؟ قالت: إي والله، فدعا الله عز وجل فخرج ابنها إليها، فقالا: أتحبين أن نرد يديك إليك قالت: نعم فدعوا لها فاستوت يداها، فقالا: أتعلمين من نحن؟ قالت: لا، قالا: نحن رغيفاك الذين تصدقت بهما.

ركب رجلاً البحر، فغرق كل من على السفينة، فإذا قائل في الهواء يقول: ألا إن الفداء مقبول وزيد مغاث، وكان اسمه زيد فبقي على لوح حتى رمى به على الساحل، فسلم، قالت له أمه ما أعجب ما رأيت، فأخبرها بما جرى، فقالت: إني تصدقت ذلك اليوم وفي تلك الساعة على فقير بدرهم ودعوت: "اللهم سلم به ولدي إن ركب براً أو بحراً".


أنواع الصدقة :

 لا تقتصر الصدقة على المال، ولها العديد من الأنواع، وهي كما يأتي:

أداء حُقوق المُسلمين؛ كردِّ السّلام، وإرشاد الضّالّ، وإبرار القسم، وجاء ذِكرُها في العديد من الأحاديث، كقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وعِيَادَةُ المَرِيضِ، واتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وتَشْمِيتُ العَاطِسِ.

المشي في حُقوق الناس الواجبة، فقد جاء عن ابن عباس قوله: "مَنْ مَشَى بِحَقِّ أَخِيهِ إِلَيْهِ لِيَقْضِيَهُ، فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ صَدَقَةٌ".

الصدقة المُتعدّية للآخرين :

 كالأمر بالمعروف، والصدقة القاصرة نفعُها على صاحبها، كالتسبيح، ومن أنواع الصدقة أيضاً كفُّ الأذى عن الناس، وإعانة المُعسر، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ)، وكذلك إعانة المحتاج، وصلاة الضحى، فقد جاء في ذلك نصوصاً شرعيّة.



الصدقة الجارية :

وهي التي يبقى أجرُها جارياً لصاحبها بعد موته؛ كبناء المساجد، وطباعة الكُتب، وحفر الآبار، وغيرها. الصدقة الماليّة، وهي التي تكون بالمال فقط، والصدقة غير الماليّة؛ التي تكون بجميع أعمال البر والخير، كالكلمة الطّيّبة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر، والذّكر، وغيرها، ومما يؤكد هذا المعنى قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ، يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قالَ: أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ).



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

العنوان هنا