ماذا تعرف عن العالم النجمي ؟
ماذا تعرف عن العالم النجمي؟ |
"ماذا تعرف عن العالم النجمي:"
إن كلمة نجمي مستوحاه من كلمة يونانية يقصد بها ما يرمز إلى النجوم. هذه الكلمة كان يستخدمها اليونانيون في وصف الجنة، وبعدها انتشرت بشكل كبير وتعدّدت مفرداتها ومعانيها حتى أصبحت تشير إلى ما يسمى بأرض الأشباح، وهي الأرض التي تسكنها كائنات أثيرية، بدايةً من أرواح البشر التي فارقت أجسادها في العالم المادي، وصولاً إلى الملائكة.
من الطبيعي أن تسأل أخي القارىء كيف بإمكان أحدهم أن يتحدث عن العالم النجمي (البرزخ) لو رغبتم سيكون الموضوع اللي جاي نتكلم عن البرزخ بتفصيل ويشرح ويفسّر أسراره وعجائبه إذا كان هذا العالم على مستوى عال وشفاف من الذبذبات تعجز العقول والحواس الخمسة التي نتمتع بها هنا على الأرض عن فهم حقيقتها؟
وهل بإستطاعت أحدا منا أن يسافر إلى هذا العالم ويراه ويستشعره قبل أن يفارق جسده ويرحل عن الدنيا؟
الإجابة هي أنه ليس على الجسد أن يموت ويتحلل حتى يُكشف لنا الحجاب عن هذا العالم ويتمكن الإنسان من رؤيته وزيارته.
هناك طريقتين لرؤية هذا العالم: الاولي من خلال تنشيط أحاسيسنا النجمية الموجودة داخلنا، والثانية من خلال زيارته بجسدنا النجمي فكل إنسان يملك سبعة أجساد، وأولها هو هذا الجسد المادي الذي نراه ونشعر ،
كلنا نعلم أن للإنسان خمسة حواس يستشعر بها ما يحدث حوله في هذا العالم المادي. ما لا نعلمه هو أن لكل حاسة من هذه الحواس الخمس حاسة نجمية تقابلها في العالم النجمي تمكِّن الإنسان من رؤية وسماع واستشعار وتذوّق وشمّ ما يحدث هناك تماماً كما يرى ويشعر ويسمع ويتذوق ويشمّ ما يحدث في هذا العالم. في هذه الحالة لا يحتاج الإنسان لترك الجسد لزيارة هذا العالم بل مجرد تحويل مستوى الوعي أو طاقة الحقل الذبذبي المحيط به من شأنها أن تجعل وعيه مستعداً لتلقي إشارات وصور ورؤى من عوالم أشف في ذبذباتها كالعالم النجمي.
الطريقة الثانية تكون بتَرك الإنسان لجسده المادي (مؤقتاً من خلال تقنيات تأمل معينة) حتى يزور هذا العالم بجسده النجمي.
إن جسدنا النجمي هو جسد أثيري في جوهره ويحتوي على نسبة عالية جداً من الذبذبات الشفافة. هذا الجسد هو ما يُرمز له في الروايات والأفلام بالشبح، وهو ليس خالداً بعد أن يموت الإنسان، إذ أنه يفنى ويتحلل بعد فترة من الوقت في العالم النجمي ثم يعود إلى عناصره الأساسية التي تكوّن منها، تماما كما يتحلل الجسد المادي ويفنى.
بإمكان الإنسان المتمكن والماهر في هذا العلم زيارة العالم النجمي في أي وقت يشاء بينما يكون جسده المادي في حالة من الإسترخاء بعد أو أثناء ممارسة تأمل معين، ويستطيع رؤية الحبل الأثيري الذي يصل الجسد النجمي بالجسد المادي يتمدد وينكمش حسب المسافة التي يذهب إليها.
من الخطر أن يقوم الإنسان الغير متمكن من هذا العلم أو الذي يعاني من اضطراب نفسي وذهني بهذه التجربة، إذ أن أي حادث في العالم النجمي قد يسبب قطع الحبل الأثيري وبالتالي موت الجسد المادي وانفصال الجسد النجمي عنه للأبد. هذا الحبل الأثيري إذا هو همزة الوصل.
جميعنا نقوم يومياً بتجربة السفر بالجسد النجمي أثناء النوم، فنرى ونسمع أشياء من هذا العالم لكننا ننسى هذه الرؤى حين نصحو لأن النوم هو حالة من اللاوعي. ولهذا قيل أن النوم موت مصغّر. المتأمل المتمرس يسافر بجسده النجمي وهو في أشد حالات الوعي والصحوة ولهدف سامي ومحدد.
للعالم النجمي جغرافيا خاصة به كما عالمنا المادي: مناطقة، غاباته، جباله، شوارعه إلخ... وسكان هذا العالم لهم وجود حقيقي كما وجود البشر في أجسادهم هنا في عالمنا المادي. الفرق الوحيد هو أنهم تركوا أجسادهم المادية هنا في الأرض وانتقلوا إلى العالم النجمي (مَن نسمّيهم بالأموات). النيّة والفكرة المركّزة وحدها كافية في هذا العالم لتنقل الإنسان من مكان إلى آخر فهو عالم الذبذبات، والنية تحفز ذبذبات معينة وتنشرها حول صاحبها. النية أو الفكرة المركّزة من شأنها أن ترفع معدل ذبذبات الجسد النجمي فتنقل صاحبه من مكان إلى آخر في لمح البصر وهو في مكانه، فالزمان والمكان لهما تجسدهما الخاص في العالم النجمي.
مبدأ التغيير الأبدي يحكم هذا العالم كما يحكم عالمنا، فالأشياء تأتي وترحل، تتجسد وتفنى ولا شيء ثابت سوى التغيير. القانون نفسه فلا تتعجبب أخي القارىء. الفرق بين العالميْن هو في كثافة الذبذبات ليس إلا. في هذا العالم يحصد الإنسان ثمار ما يزرعه كما في عالمنا المادي وكل إنسان يجني ثمار استسلامه أو عصيانه لقانون الطبيعة الأزلي الذي هو شريعة هذا الوجود اللامحدود.
تعليقات
إرسال تعليق